مترجَم | الرجل الذي زار جميع دول العالم


تعليق المترجم: هذا النص لألبيرت بوديل، وهو الرجل الذي زار، حرفيًا، جميع دول العالم، ويحكي هنا عن "أصعب" تسع دولٍ زارها، والتي للمفاجأة، من وجهة نظري كمصري، لم تتضمن مصر. وفي حال كنت تتساءل، فإنه عمل سابقًا محررًا بمجلة "بلاي بوي".

خلال الصيف الماضي، كنت على متن طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية بينما تهبط، قادمة من الدار البيضاء، في مطار مالابو الدولي في غينيا الاستوائية، عند ذلك كنت قد أتممت رحلة استمرت لخمسين عامًا، لقد زرت رسميًا، وبشكل شرعي، جميع الدول المعترف بها رسميًا حول العالم.

أقصد بذلك مائة وستًا وتسعين دولة: مائة وثلاث وتسعين دولة الأعضاء بالأمم المتحدة، بالإضافة إلى تايوان، الفاتيكان، وكوسوفو، فبينما لا تمثل تلك الدول أعضاءً، يعترف بها كدول مستقلة، إلى درجات متفاوتة، من قبل لاعبين دوليين آخرين.

خلال العقود الخمسة من الترحال، عبرت دولًا باستخدام الـ"ريكاشة" الهندية، الأتوبيس، السيارة، الشاحنة الصغيرة، والـ"بوش تاكسي"؛ كما عبرت بضع دولٍ مستقلًا القطار (إيطاليا، سويسرا، مولدوفا، روسيا البيضاء، أوكرانيا، رومانيا، واليونان)؛ ودولتين باستخدام القارب النهري (الجابون وألمانيا)؛ أما عبور النرويج فكان بالباخرة الساحلية؛ ونقلني الزورق ذو المحرك عبر جامبيا والمناطق الأمازونية من بيرو والإكوادور؛ وجلت نصف بورما مستقلًا "سكوتر".

تجولت في كامل أنحاء جامايكا على دراجة نارية، أما ناورو فعلى دراجة هوائية. كما عبرت ثلاث دول صغيرة سيرًا على الأقدام (الفاتيكان، سان مارينو، ليشتنشتاين)، وأجزاء من دول أخرى مستقلًا الحصان، الجمل، الفيل، اللاما، والحمار.

أعترف بأنّي لم أزر جميع الجزر الـ7107 في أرخبيل الفلبين، أو معظم الجزر، التي يتجاوز عددها سبعة عشر ألف جزيرة، التي تشكل أندونيسيا، ولكنني آتيت حصتي من الرحلات الخطرة مستقلًا العبارات الصدئة الكسيحة فيما بين الجزر، والتي تقرأ عنها في الصفحات الخلفية من صحيفة "تايمز" تحت عنوان "عداد المفقودين يصل إلى أربعمائة شخص إثر غرق سفينة في بحر سولو".

خضت مئات المغامرات داخل تلك البلاد، ولكن بالنسبة لبعض الدول المحددة، بدأت المغامرة قبل حتى أن أبلغها. لقد علمتني الصعوبات التي واجهتها أثناء محاولتي استخلاص تأشيرة الدخول السياحية، بشأن تلك الأماكن التي لم أزرها بعد، وعلاقاتها بالعالم الأوسع.

(الحصول على تأشيرة لدخول كوريا الشمالية المنعزلة على نحو معروف لم يكن حقًا بتلك الصعوبة؛ فالولايات المتحدة لا تمنع مواطنيها من زيارتها، وتحب حكومة كوريا الشمالية الأموال الأمريكية ويسرها أن تمنح التأشيرات، رغم احتقارها لأمريكا – إلا أن ذلك يكون من خلال جولات مكلِفة وتقدم بشكل حصري بعد موافقة الحكومة).

إليكم الدول التسع التي واجهت أكبر الصعوبات في الحصول على تأشيرات دخولها:


المملكة السعودية
كانت السعودية صعبة بالفعل. فقد حاولت بين عامي 2000 و2009، وفشلت في، الحصول على تأشيرة سياحية لزيارتها، أو حتى في معرفة سبب رفضي – فحتى تلك الفترة لم يكن للهيئة السعودية للسياحة والآثار أي سابقة في منح تأشيرات سياحية لغير المسلمين.
ولكن لأنه كان عليَّ أن أحصل على مبتغاي، قلقت من أنني قد اضطر للتحول إلى الإسلام، وأن أحفظ القرآن، وأدرس لدى شيخ، وأواظب على زيارة المسجد، وأن أنسى أنني ملحد يهودي شديد التحرر.
أصبح ذلك محبطًا بشكل خاص عام 2011، عندما كنت في البحرين، حيث يفصلني عن السعودية قطع مسافة قصيرة بالسيارة على طريق الملك فهد السريع. بعد أن فشلت مجددًا في الحصول على التأشيرة، أخبرني أخيرًا موظف قنصلي سعودي، صريح على نحو غير معتاد، بالسبب. قال الموظف بإيجاز: "لدينا الكثير من أموال النفط، لذا لا نحتاج إلى الدولارات السياحية القليلة خاصتك.
لدينا مليونا حاج مسلم سنويًا يؤدون الحج، ولا يتسببون في مشكلات.
بعض مواطنينا المحافظين لا يريدون أن يأتي الغربيون غير المسلمين ليثيروا شعبنا بالأفكار الليبرالية. وبالتأكيد لا نسعى لتشويه صورتنا في حال تعرضت للإصابة أو القتل في بلدنا على يد أحد المتشددين".
أخيرًا، توصلت إلى وكالة سياحية حسنة العلاقات في ميشيجان، والتي رتبت لي الوصول إلى الأراضي السعودية متنكرًا ضمن فريق يدرس تحت توجيه أستاذٍ في علم الآثار وخبير في العدادات الطينية الصغيرة المستخدمة لحفظ الحسابات المالية في الشرق الأوسط منذ حوالي سبعة آلاف عام. جدير بالذكر أن الرحلة وترتيباتها قد انتقصت من أموالي الخاصة تسعة آلاف دولار.


كيريباس
عندما أردت تقديم طلبٍ للحصول على تأشيرة دخول كيريباس عام 2006، وجدت أنها أصغر وأفقر من أن يكون لها سفارة في الولايات المتحدة. بدلًا من ذلك، أنشأت الدولة الضئيلة ثمان "قنصليات شرفية" مبعثرة حول العالم، وتم توجيهي لقنصل في الهونولولو، والذي عادة ما يكون خارج السفارة يمارس ركوب الأمواج. إلا أنني نجحت في النهاية في الحصول على التأشيرة من القنصل في فيجي، بينما كنت في الطريق إلى دولٍ أخرى في جنوب المحيط الهادي.
أصبح الوضع أسهل كثيرًا اليوم. فمنذ سنوات، لم يعد يتطلب دخول كيريباس تأشيرةً للمواطنين الأمريكيين المقيمين لأقل من شهر.


تشاد
يطَالب المتقدم للحصول على تأشيرة تشاد بتقديم رسالةٍ من طرفٍ راعٍ أو فندق في عاصمة البلاد، نجامينا، والتي تشتمل على دعوة للزائر، وتوضح العلاقة بينهما والهدف من الرحلة.
عندما زرت تشاد عام 2012، كانت تلك الرسائل تصدر من خلال فندقين أو ثلاثة فقط، ومن أجل الحصول عليها، اضطررت أن أحجز، وأن أدفع مقدمًا مقابل غرفة، غير قابل للرد، بقيمة 300 دولار لكل ليلة.
إلا أن مشكلات الدخول لا تنتهي بعد الحجز.
فمباشرة بعد وصولي إلى مطار نجامينا، اقترب مني ضابطٌ مرتديًا زيه النظامي ولوح بيده مع فرك إبهامه بأصابعه مطالبًا إياي برشوته، حيث طلب رشوة بقيمة خمسين دولارًا حتى يدعني أغادر المطار.
أخبرته بأقوى ما أوتيت من الفرنسية، أنني قد دفعت ثمن تأشيرتي بالفعل.
ولكنه لم يكن متأثرًا، لا بحجتي ولا بفرنسيتي، وكرر طلبه.
لجأت للكذب وقلت له إن سفير التشاد في الولايات المتحدة قد طمأنني أنه ليس علي دفع المزيد من الأموال لدخول التشاد.
فنظر إليَّ كما لو كنت ساذجًا وألح الطلب.
طلبت منه أن يريني اللائحة التي تلزمني بالدفع. ما جعلني في نظره مثيرًا للمشكلات.
قلت له إنني سأدفع فقط إن أعطاني إيصالًا موقعًا.
اختنق الضابط بالضحك وتشارك المزاح مع اثنين من زملائه، اللذين كانا في انتظار نصيبيهما.
عندما قارب موعد انتهاء ورديته، وكذلك موعد نفاد صبري، انخفضت قيمة الرشوة إلى خمسة عشر دولار.
كان معي عشرون دولار فقط، فأعطيتها له وطلبت منه الباقي. عندها سمعت أكبر ضحكة في اليوم ولوح لي بأن أذهب إلى داهيةٍ.


ناورو
بالنسبة لي، كان الحصول على تأشيرة دخول ناورو مستحيلًا بين عامي 2001 و2007.
فمنذ أواخر الستينيات وحتى مطلع السبعينيات، كان سكان تلك الجزيرة الصغيرة في المحيط الهادي هم الأثرى على وجه الأرض من حيث نصيب الفرد، بسبب الرواسب الكثيفة والقيّمة من مخلفات الطيور التي خلفتها الطيور البحرية الآكلة للأسماك على مر العصور.
نضب آخر تلك المصادر الغنية بالفوسفات بحلول عام 2006، وأجبر سكان ناورو الذين أفقروا فجأة على كسب رزقهم بطرق أخرى.
في البداية أصبحت البلاد ملاذًا ضريبيًا آمنًا ومركزًا مزعومًا لغسيل أموال المجرمين الروس. ثم أسست معسكرات اعتقال للاجئين كجزء من سياسة "الحل في المحيط الهادي" لمنع اللاجئين من الوصول أو البقاء في أستراليا، وأغلقت بشكل فعال حدودها أمام جميع الراغبين في الحصول على التأشيرة دون موافقة المفوض السامي الأسترالي، لمنع الأجانب من مراقبة أوضاع المهاجرين.
خففت ناورو تلك القيود إثر الإنهاء الرسمي لسياسة "الحل في المحيط الهادي" عام 2008. رغم أن الدولة لا تزال مكبًا للكثير من الساعيين للجوء، إلا أنها مركزة الآن على المؤسسات الشرعية، بما في ذلك السياحة، ما يسهل بشدة الحصول على التأشيرة – رتبت الخطوط الجوية التابعة للجزيرة رحلتي، وزرتها أخيرًا عام 2011.
ولكن ما لم تكن في خضم مهمة زيارة جميع دول العالم، فقد تود أن تتجنب تلك الفوضى الملغومة غير الجذابة.


روسيا
ما كانت روسيا لتصل إلى هذه القائمة، ولكن عند الإقدام على زيارتي الرابعة لها عام 2010، اكتشفت عائق كوني أمريكيًا يرغب في دخول أراضي بوتين: بينما يستطيع جميع شعوب العالم أن يتقدموا للحصول على تأشيرة دخول روسيا عبر نموذج من صفحةٍ واحدة يحوي واحدًا وعشرين سؤالًا، يتعين على المواطنين الأمريكيين استخدام، على نحو مجهد، "نموذجًا جديدًا يطبق على أساس المعاملة بالمثل"، والذي يحوي واحدًا وأربعين سؤال عادة ما تكون تطفلية.
تشمل تلك الأسئلة: تفاصيل خط سير الرحلة؛ اسم الشخص أو المنظمة المقدمة لثمن الرحلة؛ أسماء جميع الدول التي زارها مقدم الطلب خلال السنوات العشر الأخيرة (والتي كانت تسع وتسعين دولة بالنسبة لي)؛ آخر ثلاثة أماكن عمل بها مقدم الطلب؛ جميع المؤسسات التعليمية التي درس بها مقدم الطلب؛ جميع المؤسسات الاحترافية، المدنية، والخيرية التي ينتسب إليها أو "تعاون معها" مقدم الطلب؛ أسماء جميع أقارب مقدم الطلب في روسيا؛ تفاصيل أي تدريب على الأسلحة، المتفجرات، الأسلحة النووية، و"المواد البيولوجية والكيميائية" (والتي ستتضمن كل شئ بدءًا بأسيدوفيلوس اللبن وحتى المنظفات المنزلية)؛ تفاصيل الخدمة العسكرية لمقدم الطلب، بما في ذلك الرتبة وموقع الخدمة.
لتجنب عقوبة الرفض الفوري للفشل في الإجابة على جميع الأسئلة، ورغم أنني اعتقدت أن السؤال الأخير لم يكن من شأن الكرملين، كتبت في الاستمارة مع حفظ إخلاصي لبلادي، أنه عندما أديت الخدمة العسكرية، ساعدت بفخر ووطنية في كتابة وتحرير الكتيب الرسمي للجيش الأمريكي بخصوص بناء المراحيض. (مع الأسف، ورغم حسن نواياي، لم يدع ذلك مجالًا لإضافة أنني رُقيت لاحقًا إلى رتبة رقيب، وحصلت على ترخيص سري للغاية، وأصبحت رئيسًا لإحدى فرق المدافع الذرية).


الصومال
دُمرت الصومال إثر عقودٍ من الحرب والإرهاب، لذلك فإنها تحتاج بالتأكيد إلى دولارات السياحة، ولكن حكومتها لا تريد أن تشهد قتل أو اختطاف السياح. ومع ذلك، يوجد القليل من الفنادق وبيوت الضيافة، رغم أنها تقدم خدماتها بشكل رئيس للدبلوماسيين والمؤسسات غير الحكومية، فإنها تهتم أيضًا بالتأشيرات المدرة للأموال.
يمكنهم أيضًا حجز أربعة على الأقل، ويفضّل ستة، من الحراس المسلحين الذين سيشكلون حائط دفاع حولك، بينما يكون قائدهم إلى جوارك، ماسحًا الأسطح من خلال عدسات التقريب بحثًا عن القناصة. كلفني هذا الفريق المسلح، إلى جانب سيارتي دفع رباعي مضادتين للرصاص على اتصال دائم عبر اللاسلكي، سبعمائة وخمسين دولار يوميًا في فترة زيارتي عام 2012. ارتفعت التكلفة منذ حينها إلى ألف وثلاثمائة وخمسين دولار يوميًا، مع مساحة ضئيلة للتفاوض.
يعتبر الفريق شبه ضروري للحصول على التأشيرة، بما أن الحكومة لن تقدمها لك إلا إن كانت مرتاحةً بشأن أنك ستكون محميًا. أظن أن الزيادة الحادة الأخيرة في السعر نتيجة لازدياد نشاط حركة الزوار، أو الخطر المتزايد.
صاحبني الحراس، رغم حثهم لي على التحرك سريعًا حتى لا أكون هدفًا سائغًا للمختطفين، في مسيرة ساعة على الـ"ليدو"، وهو أحد أجمل السواحل المتكونة من الرمال البيضاء دقيقة الحبيبات التي غسلها الموج، محفوفة بالفيلات التي كانت فاخرة فيما مضى، إلا أن حوائطها الأربعة لم تبق سليمة، وكذلك زجاج النوافذ.


السودان
مثلت السودان حجر عثرة صَعُب تجاوزه. فبين عامي 2004 و2007، كلما سألت السفارة السودانية في واشنطن عن حالة طلبي للحصول على التأشيرة، وصلني نفس الرد المقتضب: "يجرى النظر بشأنه في الخرطوم".
الحكومة السودانية متحفظة ومصابة بجنون الارتياب. فقد رعت إبادة جماعية ضد غير العرب، والتي أزهقت أرواح مئات الآلاف في منطقة دارفور منذ عام 2003، ويظل بعض كبار قادتها، بمن فيهم الرئيس، على قائمة المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية.
يبدو واضحًا الآن سبب كونهم ممانعين لوجود السياح المدججين بالكاميرات في أنحاء البلاد، كما أنهم يحددون بشدة عدد الزوار، والأماكن المسموح لهم بوطئها، وعدد الصور المسموح لهم بالتقاطها.
فقدت الأمل في النهاية في الإجراءات الرسمية ووجدت طريقًا (بصحبة كاميراتي) بمساعدة صديق في الأمم المتحدة، الذي أوصلني بمسؤول في جامعة الدول العربية، ليوصلني الأخير بشخصية غامضة "سهلت" دخولي عام 2008 عن طريق عبور العديد من أشجار النخيل بما يلزم من الفضة لشراء التأشيرة.
يمكن للفنادق الصومالية أن تحجز لك ما يصل إلى ستة حراس مسلحين، والذين سيشكلون درعًا دفاعيًا حولك.
كذلك كان الأمر بالنسبة لليمن صعبًا لفترة طويلة.
فبعد إحباطي لسنوات عديدة في سبيل الحصول على التأشيرة بعد الاضطرابات التي لحقت أحداث الربيع العربي واستقالة المستبد السابق، علي عبد الله صالح، في نوفمبر 2011، تمكنت من تجاوز عقبة التأشيرة والدخول بشكل شرعي أثناء برهة نادرة من السلام النسبي في يناير 2014.
ولكن إثر الإطاحة بالحكومة على يد المتمردين الحوثيين بحلول نهاية نفس الشهر، أغلقت تلك النافذة بضبة ومفتاح للوقت الراهن.


أنجولا
كانت أنجولا الأصعب إطلاقًا ضمن الدول التي زرتها. فسياساتها الشحيحة لمنح التأشيرات عكست اعتقادًا واسع الانتشار بأن الزوار الأجانب يريدون فقط سرقة كنوز البلاد.
علاوة على ذلك، امتنعت الحكومة الأنجولية بشكل شبه كامل عن منح التأشيرات السياحية للأمريكيين بسبب دعم أمريكا للمتمردين الأنجوليين في حرب أهلية بدأت عام 1975 واستمرت سبعة وعشرين عامًا، وأودت بحياة نصف مليون شخص. لم يمنح لأي شخص أعرفه تأشيرة دخول خلال السنوات التي حاولت خلالها استخراج واحدة، أي بين عامي 2004 و2008.
تمكنت أخيرًا من دخول أنجولا في ديسمبر 2012 عبر صلة حديثة التكون مع مدير تنفيذي أنجولي رفيع المستوى، والذي تمكن من تحريك بعض الخيوط في وزارة الخارجية الأنجولية.
لم أجد الكثير في لواندا لأراه باستثناء الزحام الشديد والرافعات الصفراء المرتفعة، ذلك لأن البلاد كانت في خضم نوبة بناء يغذيها النفط. كما أن المناطق الريفية التي زرتها تمتعت بالقليل من الجمال الطبيعي، وتعرض معظم الحيوانات البرية للقتل إبان الحرب الأهلية؛ علاوة على أن سعر الهدايا التذكارية كان أعلى خمس مرات من أسعار الأغراض المشابهة في الدول الأخرى؛ ووجدت المطبخ الأنجولي، المستوحى من البرتغالي، رتيبًا ومملًا؛ وعند طلبي أخذ بقية طعامي معي إلى الفندق، كلفني ذلك خمسة دولارات إضافية.

كانت أنجولا آخر دولة في العالم لم أزرها مطلقًا. (سيتطلب الأمر سنتين إضافيتين لزيارة جميع الدول بشكل قانوني – فقد تسللت إلى اليمن وغينيا الاستوائية، قبل العودة عام 2014 بالأوراق اللازمة لجعل الزيارة رسمية).
لم تكن الرحلة المفضلة لي مطلقًا، ولكن كحال جميع الدول في هذه القائمة – من ناورو التي دمرها الحجر الجيري إلى الصومال بأعشاش المدافع الرشاشة التي تحيط مقديشو – مثلت خطوة ضرورية في رحلة طوافي للعالم كله.

Share this:

0 comments:

Post a Comment