عندما حاول جون لينون وزوجته سرقة كنوز مصر القديمة


كنت أبحث في أمر غير ذي صلة (السياسات المصرية في سبعينات القرن الماضي)، حين تعثرت بهذه الصورة التي تجمع جون لينون، نجم فريق البيتلز الغنائي مع زوجته، يوكو أونو، في مصر عام 1977. لتثير تلك الصورة فضولي حول سبب قيامهما بتلك الرحلة، وقد تبين، كما هو متوقع، أن تلك الرحلة كانت تحمل الكثير من الجدل.

"مع حلول شهر يناير من العام 1977، وعدت مغامرة غريبة بإخراج الزوجين من سباتهما، وكانت يوكو هي المسؤولة عن هندسة تلك الرحلة. حيث علم المخرج سام جرين، الصديق المقرب للزوجين، من أحد زملائه بشأن حفر أثري سري يجري في مصر للتنقيب عن معبد قديم. إلا أن المشروع احتاج إلى تمويل لإكمال التنقيب. عندما نقل جرين تلك الأنباء إلى يوكو، بالكاد تمكنت من تحويل الأموال بسرعة كافية إلى القاهرة، وبدأت التخطيط لزيارة الموقع. كذلك كان لينون متحمسًا إزاء احتمالية اصطياد أعمال فنية عالمية، ولم يسعه انتظار ركوب الطائرة.

كتب لينون بحماسة إلى ليلى التي كانت مسافرة إلى القاهرة في اليوم التالي، بعد أن تبقى في جنيف لمدة أسبوع لترعى بعض الأعمال. فسألها إن كان أي من أصدقائها أو أقاربها يعيش في مصر وألمح إلى رغبته في استدعاء القليل من أقارب والدها. كما وعدها بكتابة تفاصيل الرحلة إليها.

غاب تشاؤم لينون اللحظي، فهوى بحماس على دفتره ليرسم صحاري مصرية رومانسية منقوطة ببعض الجمال والبدو. ثم اشترى جون ملابس ملائمة، وحصل على صورة جديدة لجواز سفره، بل وغير تصفيفة شعره. وفي غضون ذلك، كان سام جرين ويوكو ينهيان تفاصيل خطة معقدة لتجنب السلطات المصرية. فبسبب أن آثار مصر القومية القديمة كانت معرضة لهجوم الصيادين الدوليين للتحف الفنية، وضعت السلطات الحكومية ضمانات لحماية تلك المقابر المقدسة، بل ولجأت للاستطلاعات الجوية للقبض على المغيرين عليها.

مع تنصته من الغرفة المجاورة على محادثة يوكو وسام، شعر جون بالإثارة لسماعه أنهم سيخبئون معهم بعض الماريجوانا القوية...

في اليوم التالي، بينما كان الثنائي يسارع إلى رحلته المتجهة للقاهرة، نشب خلاف بين يوكو وناطور الفندق إثر محاولتها شراء زوج من الساعات الماسية مقابل مبلغ غير مناسب. وبينما بدا كل شيء على وشك الضياع، ميز الناطور وجه جون. فكانت تلك المرة الوحيدة التي شعر فيها الموسيقي المتعجل بالامتنان لشهرته.

عند وصولهما إلى القاهرة، نزل الزوجان في فندق النيل هيلتون (النيل ريتز كارلتون حاليًا). وحظى جون بقيلولة قبل أن يتسوق في المدينة بحثًا عن ملابس من أجل التنقيب. التقى جون مصادفة بتوماس هوفينج، المدير الأسبق لمتحف المتروبوليتان للفن بنيويورك، والذي كان في القاهرة على نفقته الخاصة من أجل الفن. قضى جون ليلته الأولى مبتهجًا ومستكشفًا أحد العجائب السبعة للعالم القديم، هرم خوفو الأكبر، الذي بناه الملك خوفو مؤسس الأسرة الرابعة، حوالي العام 2680 قبل الميلاد. شاهد بعد ذلك عرض الضوء الليلي الرائع بالجيزة، وهو أحد المعالم السياحية التجارية المبهرجة التي استمتع خلالها للغاية.

استيقظ لينون في اليوم التالي نشطًا ومنتعشًا. بحماس مولعٍ بالتاريخ، تجول في موقع هرم سقارة الذي وجده أكثر روعة من موقع هرم خوفو. ومع استكشافه للغرف تحت الأرضية، مرر يديه على الرسوم الهيروغليفية وتعجب لتعقد الأعمال الفنية القديمة على الجدران الحجرية. ومع مروره على تابوت مفتوح، لم يتمكن لينون من مقاومة رغبته ومزق بتهور قصاصة قرر الاحتفاظ بها كتذكار. إلا أنه تسائل لاحقًا إن كان عمله المستهتر قد أسقط عليه لعنة المومياء، وقد كان قلقا لدرجة طلبه لاجتماع عاجل مع أحد المتصوفين الذين تعرفهم يوكو.

بينما كان لينون يستكشف مواقع عديدة، كانت يوكو تنهي تفاصيل الزيارة المنتظرة إلى موقع الحفر غير الشرعي. وكلما زاد عزمها على إتمام الزيارة، كلما ازداد خوف جرين من أن وجودها قد يتسبب بمشكلات. فوجود ثنائي مشهور دوليًا لن يمر دون ملاحظة السلطات في القاهرة. فاستخدم جرين مدير المتحف توماس هوفينج كوسيلة لإحباط خطط يوكو. حيث اختلق قصة مفادها إن مدير المتحف الشهير قد نمى إلى علمه أنهم يخططون للحصول على قطع أثرية وأنه على استعداد لإبلاغ السلطات بنفسه ما لم تغادر جميع الأطراف البلاد. بينما أكدت مارلين فينر، المرشدة الروحية ليوكو، على التهديد المختلق، قائلة لها إنه يجب تجنب شخص صارم طوله ستة أقدام سيقابلونه في القاهرة. لم يكن واضحًا إن كان جرين قد شجع فينر على قول ذلك أم لا، ولكنه بالفعل جند تشارلي سوان، قارئ كروت التاروت، لإثناء يوكو عن الخطة. وقد كان ما سعى له، حيث أثير قلقها بدرجة كافية لتتخلى عن الخطة. ومما يثير الدهشة أن جون لم يكن خائب الأمل للغاية إثر التحول المفاجئ للأحداث. فقد كان بالفعل قد اكتفى من مصر واشتد توقه للعودة إلى بلاده".

المقال مترجم عن When John Lennon and Yoko Ono tried to loot Egypt’s ancient treasures للكاتب عمرو علي

المصدر: كتاب " Geoffery Giuliano, Lennon in America: 1971-1980المستند جزئيًا على كتاب " Lost Lennon Diaries(2001)".

Share this:

0 comments:

Post a Comment